التدخين وعلاقته بأمراض الفم والأسنان
إن الفم هو المحطة الأولى التي يؤذيها دخان السجائر في طريق دخوله لإيذاء الجسم بشكل عام، وتتمثل هذه الأضرار في:
1. تصبغ الأسنان:
تتعرض أسنان المدخنين للتصبغ بلون أصفر نتيجة لترسب النيكوتين والقطران، و مع استمرار التدخين يتحول اللون إلى البني، وتصبح الأسنان أكثر خشونة مما يساعد على سرعة تشكل اللويحة الجرثومية (البلاك).
2. الإصابة بتسوس الأسنان:
لوحظ أن تكون اللويحة الجرثومية (البلاك) يكون أسرع عند المدخنين منه عند غير المدخنين، وأن الصحة الفموية عند المدخنين تكون أسوأ منها عند الأشخاص العاديين، لذلك فإن معدل الإصابة بتسوس الأسنان يكون أكبر عند المدخنين.
3. الإصابة بالتهاب اللثة:
يتسبب الدخان بحدوث تغيرات بالدورة الدموية في اللثة فيؤدي إلى:
- تقبض الأوعية الدموية للثة.
- إرتفاع في ضغط الدم.
- نقص في كمية الأوكسجين الموجودة في الدم.
- انخفاض كمية الدم الواردة للثة أثناء التدخين (بنسبة 70 %).
- يؤثر بشكل مباشر على خلايا الدم الدفاعية فيؤدي إلى تقليل قدرتها على (الحركة ـ مقاومة الجراثيم ـوإنتاج مضادات الجراثيم).
- كما أن تشكل طبقة الجير عند المدخنين أسرع مما هي عليه عند غيرهم.
وبالنظر لهذه الأضرار نجد أن التدخين يعمل على تدمير اللثة من عدة طرق، فتصاب اللثة بالالتهاب نتيجة تشكل اللويحة الجرثومية، وعدم قدرة اللثة على مقاومة الالتهاب أو إعادة ترميم نفسها، وبالتالي يتقدم التهاب اللثة بشكل سريع وتتكون جيوب اللثة، وتمتد الإصابة إلى الأنسجة المحيطة بالسن، وينخفض مستوى العظم المحيط بالسن مما يؤثر سلبا على ثباته، وبالتالي تصبح الأسنان متحركة ولا علاج ساعتها إلا القلع.
4. الرائحة الكريهة للفم:
تتجمع الجراثيم مع بقايا الطعام ضمن الجيوب اللثوية مما يؤدي إلى تخمّرها، وينتج عن ذلك رائحة الفم الكريهة والتي تصاحب رائحة الدخان، لتنبعث من الفم رائحة مزعجة للمدخن وللأشخاص المحيطين به.
5. التأثيرات على الغشاء المخاطي للفم:
يقلل التدخين من إفرازات الغدد اللعابية مما يؤدي إلى الإصابة بجفاف الفم، وكذلك يؤدي التدخين إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل الفم. وبسبب انخفاض المناعة داخل الفم، فإن المدخنين يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الفيروسية (القرحات القلاعية، الهربس...) وكذلك الإصابات الفطرية.
6. بطء التئام الجروح:
يتسبب التدخين في بطء شفاء الجروح وخصوصا بعد قلع الأسنان، بسبب تثبيط الخلايا التي تساهم في التئام الجروح. وكذلك فإن قلة وصول الدم يؤدي إلى تأخر شفاء مكان القلع أكثر من غيرهم.
7. تصبغ الشفتين و الغشاء المخاطي للفم:
حيث يدخل النيكوتين ضمن البشرة المغطية للشفتين والغشاء المخاطي للفم ، ويصبح لونها مائلا إلى البني، وفي حالات المدخنين بشراهة يميل اللون نحو الأسود تقريباً.
8. التنفس عن طريق الفم:
نتيجة للتدخين، فإن المدخنين اعتادوا التنفس عن طريق الفم، وهذا يؤدي إلى تفاقم التهابات اللثة ويؤدي كذلك إلى زيادة نسبة جفاف الفم.
9. الإصابة بسرطان الفم:
يحتوي التبغ على العديد من المواد المسرطنة والمواد المساعدة على نمو الأورام، والتي تسبب التهييج للخلايا الفموية، وإن استمرار التهييج يؤدي إلى تسرطن هذه الخلايا، وقد يحدث السرطان في أي مكان في الفم (اللسان ـ الشفتين- اللثة ـ النسيج المخاطي للفم).
هل يجب على المدخنين مراجعة طبيب الأسنان؟
بالطبع نعم ... لأنهم معرضين للإصابة بمختلف أمراض الفم أكثر من غيرهم، حيث يقوم الطبيب خلال المراجعة بإجراء فحص شامل للثة والأسنان واللسـان والشفتين والغشاء المخاطي للفـم، و إزالـة التصبغـات وشرح طرق العناية بالصحة الفموية، وكذلك يعرض لهم المخاطر المتعلقة بالتدخين. يجب أن تستمر الزيارات الدورية لطبيب الأسنان لإجراء الفحص الشامل، وبينما تكون هذه الزيارة ضرورية عند الأشخاص العاديين مرة كل ستة اشهر، فإنها عند المدخنين يجب أن تكون مرة كل ثلاثة أشهر.
ماذا عن معاجين الأسنان الخاصة بالمدخنين؟
عادة ما تحتوي هذه المعاجين على حبيبات لمواد كيميائية تعمل على الاحتكاك بسطح السن أثناء التفريش، وذلك يؤدي إلى إزالة جزء من ميناء الأسنان، وقد تصبح هذه الأسنان حساسة وخصوصا للبرودة، لذلك لا بد من الحذر عند استخدام هذه المواد واستشارة طبيب الأسنان قبل استعمالها.